responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 302
الجهاد وشكّا فى الحق وارجافا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فأنزل فيهم: وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ [التوبة: 81، 82] [1].

[البكّاءون]
وجاء البكّاءون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملهم، حتى يصحبوه فى غزوته هذه، فلم يجدوا عنده من الظّهر ما يحملهم عليه، فرجعوا يبكون تأسّفا على ما فاتهم من الجهاد فى سبيل الله، وكانوا سبعة نفر منهم: أبو ليلى [2] [عبد الرحمن بن كعب المازنى]، وعبد الله بن مغفل رضى الله عنهما، وقد لقيهما رجل من المسلمين يبكيان فقال: ما يبكيكما؟ فقصا عليه القصص، فرقّ لهما وأعطاهما راحلة وزوّدهما شيئا من تمر، فخرجا مع النبى صلى الله عليه وسلم [3].
ومنهم: علبة بن زيد، رجع يبكى، ثم خرج من الليل، فصلّى ما شاء أن يصلى، ثم بكى وقال: اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ورغّبت فيه، ثم لم تجعل عندى ما أتقوّى به، ولم تجعل فى يد رسولك ما يحملنى عليه، وإنى أتصدّق على كل مسلم بكل مظلمة أصابنى فيها من مال أو جسد أو عرض، ثم أصبح مع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين المتصدّق هذه الليلة؟ فلم يقم أحد. قال: أين المتصدق فليقم؟ قام إليه فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أبشر، والذى نفسى بيده لقد كتبت فى الزكاة المتقبّلة" [4]. وأنزل الله فيهم: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ
[التوبة: 91، 92].

[1] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 170).
[2] ذكر الإمام الشهيد فى مقاله أن اسم الصحابى: أبو يعلى، وهو خطأ والصواب ما أثبتّه.
[3] انظر: سيرة ابن هشام (4/ 172) وطبقات ابن سعد (2/ 165).
[4] انظر: زاد المعاد لابن القيم (3/ 528، 529) وقال محققاه: حديث صحيح ورد مسندا موصولا كما قال الحافظ فى الإصابة (2/ 493) من حديث مجمع بن حارثة، ومن حديث عمرو بن عوف، وأبى عبس بن حبر، ومن حديث علبة بن زيد نفسه، وقتيبة.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست